فن تنسيق الحدائق المنزلية
يعتبر فن تنسيق الحدائق من الفنون الجميلة التي تتطلب المعرفة التامة بأنواع النباتات وأشكالها وطبيعة نموها وطرق زراعتها وألوان أزهارها لوضعها في المكان المناسب بالحديقة بجانب الذوق الرفيع والخيال الواسع لربط هذه العناصر لتعطي الشكل النهائي المرغوب فيه للحديقة. وللحدائق انواع كثيرة منها: الحديقة الإنجليزية،الحديقة اليابانية،الحديقة الفرنسية، الحديقة الأندلسية.
ولإنشاء حديقة منزلية لائقة بمظهر المنزل يجب دراسة الأرض التي ستنشأ فيها الحديقة، فيعمل لها رسم كروكي يبين ما فيها من مباني ومنشئات ويبين اتجاه الشمال والأشياء المحيطة بالمكان بحدوده الطبيعية وما يطل عليه ومن ثم تفحص تربة الحديقة وتحلل في المختبر لمعرفة مدى صلاحيتها للزراعة، فإذا كانت صالحة للزراعة تسوى للمناسيب المطلوبة، أما إذا كانت غير صالحة للزراعة فتستبدل بتربة صالحة لعمق 75 إلى 100سم.
وبعد ذلك التعرف على مدى استعداد صاحب المنزل في الأنفاق على تنفيذ الحديقة حتى يراعى ذلك عند عمل المخطط النهائي للحديقة، ويبدأ بعدها عمل مخطط تفصيلي للحديقة بمقياس رسم مناسب وعادة يكون بمقياس رسم يتراوح بين 1سم إلى 100م أو1سم إلى 500م ليسهل تنفيذ المخطط.حيث يجب أن يكون التصميم بالطراز الذي يتناسب مع مساحة الأرض وطراز البناء ورغبات مالك المنزل على أن تكون البساطة في التصميم هي السمة السائدة.
هناك عدة نظم لتخطيط الحدائق والمنتزهات ومنها: النظام الهندسي (أو المنتظم)، ويكون التماثل ثنائيا أو رباعيا أو دائريا ففي التماثل الثنائي يقسم الموقع إلى قسمين بمحور طولي وينسق كل منهما مماثلا للآخر وتكون الممرات متوازية الأضلاع والأحواض مربعة أو مستطيلة. أما في التماثل الرباعي فيقسم الموقع إلى أربعة أقسام بمحورين متعامدين وتنسيق الأقسام بطريقة واحدة ويتبع هذا النظام في الأرض المستوية المربعة أو المستطيلة. وفي التماثل الدائري يراعي التكرار بأشكال دائرية أو بيضاوية حول مجسم زينة أو نافورة أو حوض وسطي للأزهار، وفي الحدائق المتناظرة تكون المسطحات قائمة الزوايا أو بأشكال هندسية منتظمة وتكون الممرات مستقيمة متناسبة مع أحواض الزهور في شكلها وترتيبها وتزينها مثل هذه الحدائق بالممرات المرصوفة والمعرشات والنافورات ومجسمات الزينة.
النظام الطبيعي، حيث تصمم الحدائق كتقليد للطبيعة بدون تماثل أو تناظر وتكثر فيها الخطوط المنحنية والممرات المتعرجة وقد تكون بعض الخطوط مستقيمة. ويكون توزيع النباتات بالصدفة وتمثل الحدائق غير المتناظرة اشكال المنحدرات والوديان الطبيعية و أحيانا يساء استعمال هذا النوع من التخطيط للجهل في قواعده الفنية نتيجة لارتجاليات تبعد الحديقة عن روح البساطة والجمال وعادة يفضل الطراز الطبيعي في تخطيط المتنزهات والحدائق العامة ذات المساحات الكبيرة.
النظام الحديث، وهذا النظام يجمع بين الطبيعة من ناحية وبعض الصور أو الأشكال الهندسية من ناحية أخرى أي انه يحرر الخطوط الهندسية من حدتها أو قسوتها ويطوعها للبساطة ولامكانية المعيشة خارج البيت.
ومن أهداف الحديقة المنزلية: إبراز جمال مبنى وواجهة المنزل، توفير الظلال والحماية من حرارة الشمس وتلطيف الجو، تنقية البيئة من الأتربة وتقليل التلوث الصناعي، كسر حدة الرياح والعواصف الترابية وتثبيت التربة، توفير أماكن هادئة للعب الأطفال في مأمن من الحوادث المختلفة، توفير أماكن مناسبة للاستجمام وهدوء النفس وراحة الأعصاب.
حيث إن تصميم الحديقة المنزلية من الأمور الهامة التي يجب إنجازها قبل المباشرة في إنشاء الحديقة والسبب الرئيسي في فشل كثير من الهواة في الإنشاء هو انهم بدءوا بتنفيذ الحديقة بدون تصميم فالارتجال يكلف كثيرا كما انه لا يؤدي إلى المطلوب فتحدث أخطاء يصعب إصلاحها بعد ذلك، وقد يؤدي إلى إتلاف الحديقة عند الصيانة أو إضافة أي شي جديد لها.
تعليقات
إرسال تعليق